بئس الزمان، الزمان الصحفي الذي كثر فيه المرتزقة من الصويحفيين الذين يتاجرون بخبرٍ، لا بل “بخبرية” اخترعوها فصدقوها، وشتان بين الخبر و”الخبرية” التي يتاجرون بها لقاء الشهرة أوحفنة المال! بئس زمننا الذي أصبح فيه العمل الصحفي كشريعة الغاب، يسوده الجائعون الذين لم يشبعوا..
إلى متى نسمح بانحطاط الصحافة، فندعها تقع في أيدي إعلام لا يلتزم أصول وأخلاق المهنة؟! إلى متى نسمح بالاعتماد على مجرد قصص للترفيه فقط من نسج الخيال؟! إلى متى تبقى علاقة الصحافي والفنان على هذا النحو من الإسفاف والإبتذال والمصالح والغايات الشخصية؟! إلى متى، إلى متى، إلى متى.. والتساؤلات كثيرة..
أول ما قرأته عن العمل الصحفي هو أن “الصحافي في عمله في مؤسسة إعلامية لا يوقع تعهدا بالحفاظ على أخلاق المهنة ولا يؤدي قسما بأداء واجبه بأمانة، لأن واجبات الصحافة بديهية مثل ضرورة الحديث دائما بصدق وتجنب العنف غير المبرر مع الآخرين. كما وأن الواجبات الأخلاقية في مهنة الصحافة تنبع من الدور الاجتماعي المحدد للصحافيين، ويمكن تعريف هذا الدور بعقد بين الصحافيين ومجتمعهم. ويوازن الصحافيون في هذا العقد الاجتماعي بين الحريات والمسؤوليات والاستقلالية، ويكرسون أنفسهم لتقديم المعلومة الصادقة، تماما كما يكرس الأطباء أنفسهم في معالجة الناس!”
فأين هي الحرية المسؤولة، عندما تُشيع إحدى الصحافيات في المجلة التي تعمل فيها، أن “هيفا وهبي زارت أميركا لتُجري عملية تلقيح تكللت بالفشل فضاعت أمومة هيفا معها”، دون أن تبرز دليلاً على كلامها، ودون أن تقدم للقارئ إفادة من خبرها هذا سوى الأذية النفسية لهيفا التي زارت أميركا لتبتاع وعائلتها منزلاً في بلد يُحترم فيه المواطن ويُسجن من يتعدى على مشاعر الناس؟! أين الحرية المسؤولة حين تحاول الصحافية رشوة السائق الذي يعمل لدى هيفا ليطلعها على “الشاردة والواردة” في حياتها؟! تكتب وتكتب دون أن تهاب خالقها، ودون أن تفكر أن للبيوت حرمة؟! أو تظن أن الله يُهمِل؟! أولا نعرف جميعاً أنه سبحانه وتعالى يُمهِل ولا يُهمِل؟!
وأنا هنا لست أدافع عن هيفا لأنني أحبها، وأنا لا أنكر محبتي الكبيرة لها! أنا أدافع عن حقيقة أعرفها حق المعرفة وأقسم لكم أن الأيام الآتية ستكون خير دليل على كلامي.. ستكون خير دليل على ما يطلقه المغرضون بحق هيفا بدءاً من الشائعات الكثيرة والمتنوعة عن ابنتها زينب والتي لم تبرهن الأيام حتى اليوم سوى عن أنها مجرد أكاذيب لم يصلوا فيها إلى أي مكان، ثم حديثهم عن إيقافها لطائرة ما، وصولاً إلى مغادرتها للمهرجان الذي عاملها كالملكة، وأخيراً عن حملها بالتلقيح، الذي لو امتلكوا الذكاء الكافي للتفكير فيه، لكانوا علموا أن المرأة التي تحمِل بالتلقيح، عليها التزام البيت والفراش لأشهر عديدة دون القيام بأي جهد يذكر وإلا ذهبت مساعي الحمل سُدا! وهيفا لم تلزم بيتها منذ عودتها من أميركا، فهي دائمة التنقل من بلد إلى آخر، لتحيي الحفلات على المسارح دون توقف، وحضور المهرجانات التكريمية، ناهيك عن تنقلها إلى الاستديو والجهد الكبير الذي تبذله لإنهاء ألبومها الجديد، فكيف بها تخضع للتلقيح وتُخضع نفسها للإرهاق هذا كله؟! “وَلو؟!” وهذه الشائعة أثارتها الصحافية وغيرها بعد أن فشلوا في إشاعة “خبرية” عدم ترحيب عائلة زوجها أحمد أبو هشيمة بها، مستغلين غيابها عن الإحتفال الأول بزفاف أخيه، فأتت الصور التي التُقِطَت لها وللعائلة في الزفاف لتكذبهم من جديد فأظهرت مدى محبتهم لها وفخرهم بزوجة وفنانة ناجحة مثلها، فبدوا معانقين لها محيطينها بالمحبة الكبيرة.
هل رأيتم من هيفا سوى الخير، كل الخير والمحبة؟! وهل تظنون أنها وصلت إلى النجاح هذا إن لم تكن طيبة، والله يعلم ما في قلبها، فأحبها وحبب خلقه بها؟! فلم هذا الإجحاف بحقها؟! إلى متى ستُسَير الأموال والمصالح الشخصية أقلامنا، فننسى أن الفنان من البشر؟!
لست من الصحافيين المرتشين، ولم أبجل بفنان يوماً، ولكن علينا أن نقول الحق، والحق واجب!