في بعض الفترات، كانت تُعاني المحطات العربية من تُخمة في البرامج الحوارية الفنية، التي تستضيف فنانا واحدا فقط يحاوره أحد المذيعين – One To One، حيث كان يضيع المشاهد ويتسال: هل أتابع الفنان الفلاني عبر المحطة الفلانية أو فنان آخر على محطة أخرى.. وكانت حسب مراقبتي، تُحسم الأمور لصالح المُحاوِر، ذلك أن غالبية المشاهير تتكرر إطلالاتهم عبر مختلف البرامج، بحيث وصلوا إلى مرحلة يكررون فيها إجاباتهم وردات أفعالهم، بينما ينجذب الجمهور إلى أسلوب مقدم برنامج معين دون سواه!
لكن.. هل نُعاني اليوم من نقص في هذا النوع من البرامج، طالما أن غالبية البرامج الحوارية التي تعتمد على مقدم واحد وضيف واحد، تبدلت وصارت تعتمد على إستضافة مجموعة من الضيوف كما هي الحال مع طوني بارود في “أحلى جلسة” وطوني خليفة الذي ننتظر رمضان لنرى حنكته في حشر الضيوف في زاوية الأجوبة، رغم أنه ممتاز طبعا في برنامج “للنشر”، إلا أن طبيعة “للنشر” تختلف عن “الشعب يريد” مثلا الذي قدمه في رمضان الماضي وحقق من خلاله نسبة مشاهدة مذهلة!
أضِف إلى ذلك أن برنامج “هذا أنا” الذي تعرضه قناة الـ MBC لم يحقق حسب متابعتنا النجاح المطلوب، رغم أنه يُبث عبر أهم محطة عربية ويستضيف نجوما من الصف الأول!
في ظل كل هذا، لا بد أن نتذكر أن من أبرز البرامج الحوارية، كانت تلك التي تقدمها وفاء الكيلاني، لأنها في نظر من يحب أسلوبها أو يكرهه، متميزة، طالما أن لديها أسلوبا خاصا وليست تلميذة تتلقى الأسئلة عبر الـ Ear Piece من المعد الذي يكون غالبا هو البطل الأساسي في البرامج الحوارية!
ولحسن الحظ، فإن وفاء ستعود إلى الشاشة بعد غياب طويل عنها، إذ حسبما نشرت الزميلة مجلة “الشبكة”، فإن الكيلاني رسَت أخيرا على توقيع عقد مع إحدى الفضائيات المصريات طالما أن عقدها مع مجموعة “روتانا” والـ LBC ينتهي مع نهاية العام الحالي! نشتاق إلى وفاء التي كانت دوما “ضد التيار” وتطرح أسئلتها “بدون رقابة”.. وبهذا تكون وفاء قد حققت رغبتها بتقديم برنامج في بلدها وعبر محطة مصرية، طالما أن تنقلاتها الإعلامية كانت دوما عبر محطات غير مصرية، ونكون نحن كمشاهدين حققنا رغبتنا بالإستمتاع مجددا بحضورها الطاغي!