مُذ إنطلقت
الثورة وقبلها لسنوات وسنوات، حلُم المصريون بالحرية، لكن لا أعرف إن كانوا
يتخيلون ولو لوهلة أن أحد أوجه الحرية هو تحريم القبلات ومشاهد العناق في الأعمال
الفنية المصرية من أفلام ومسلسلات، وهو القرار الذي إتخذه جهاز الرقابة في
التلفزيون المصري، ليس للمستقبل أو الحاضر فحسب، وإنما خمسون عاما إلى الوراء، ما
يعني أن المقص سيهشم وسيقطِع كل الأفلام الجميلة التي لطالما إعتبرها العرب إرثا
جميلا!
المقص الذي
سيعمل بمفعول رجعي سيحذف جميع المشاهد التي سيتم تصنيفها بـ “الحميمة”
حسب عيون الناظرين إليها من المراقبين الذين لا نعرف ما هي خلفياتهم وكمية
ثقافتهم، فستحذف مثلا مشاهد تقبيل فريد الأطرش للبنى عبد العزيز
في فيلم “خطاب من امرأة مجهولة”، ومشاهد رقص أدتها راقصات مصر مثل نجوى فؤاد،
تحية كاريوكا وسامية جمال، ومشاهد جمعت بين رشدي أباظة وشادية في فيلم “الزوجة
رقم 13″، إضافة إلى مشاهد قبلات الصبوحة وعبد الحليم حافظ، ومشاهد الأخير مع نادية
لطفي في فيلم “الخطايا”!
والأجمل، وكي تكتمل الصورة المثالية التي
يريدها المراقبون، قد يتم منع عرض فيلم “أبي فوق الشجرة” كُليا لأن
المراقبين إعتبروا أن المشاهد التي يجب حذفها كثيرة جدا والأفضل ألا يُعرض أبدا!