ربما يكون من المبكر طرح هذا السؤال في ظل الأزمات الكثيرة التي تواجهها تونس، لكن من واجبنا الإضاءة على الأمور التي تؤثر بالفن، أبرزها مهرجان “قرطاج” الذي سيتأثر حاله حال جميع الأعمال والنشاطات التي تنطلق من “تونس”!
فعائلة الطرابلسي، أي عائلة زوجة الرئيس كانت صاحبة الأمر والمشرفة المباشرة على مهرجان “قرطاج” بحيث كانت تقرر من تستقدم ومن تستبعد من النجوم!
ونتساءل: هل يقرر التونسيون الأحرار الذين أطلقوا الثورة استبعاد نجوم كثر جاءوا سابقاً إلى قرطاج وأعلنوا من على ركحه ولاءهم وانتماءهم وحبّم لزين العابدين بن علي؟ أم أنهم يتفهّمون أن هؤلاء النجوم هم أيضاً من الشعب ومثلما كان الشعب صامتاً، خوفاً، كذلك كانوا هم مجبرون على إظهار الولاء لمن كان رئيساً ويحكم البلاد من شرقها إلى غربها؟!
حتى اليوم لا يزال التونسيون يهاجمون جميع الفنانين الذين وقعوا على العريضة المطالبة بإعادة إنتخاب زين العابدين بن علي للعام 2014، مشيدين بكل من مارسيل خليفة الذي وقف على ركح قرطاج وغنّى لفلسطين ولم يذكر زين العابدين، وكذلك فعل كل من نجوى كرم وكاظم الساهر! وعدا عن النجوم التونسيين، يهاجم التونسيون كلاً من تامر حسني الذي وخلال زيارته الأخيرة إلى تونس لإحياء حفل فيها، عدّل إحدى أغنياته، بحيث صارت: “على الزين تضوي أيامنا..” وشعبان عبد الرحيم الذي غنّى في عيد ميلاد ليلى طرابلسي، عقيلة الرئيس المخلوع، وعاد فغنّى اليوم لزين العابدين، على أمل أن يعود إلى السلطة، صادحاً: “هم مشوه ليه زين العابدين غلبان”..
القلق ذاته الذي يسري حول تونس، يطبق اليوم على مصر التي ستتوقف فيها كل النشاطات الفنية دون إستثناء، ريثما يستقر الوضع، ما يهدد عشرات الأفلام والمسلسلات التي يتم تجهيزها لرمضان المقبل! فهل يجد المنتجون خطة بديلة دون انتظار حل للأزمة، التي قد يطول وقتها!