لم يعد من السهل اليوم، أن تجد شركة إنتاج، أو منتج، يتبنى المواهب الفنية كما في السابق؛ وبفعل الأزمات الإقتصادية المتتالية، لم يعد للرأسمال الفني وجود، إذ أن أرقامه ضعفت وأسهمه تراجعت، في حين لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية والشركات المنتجة تتحلى بشجاعة كبيرة للقيام بخطوات “إكتشاف” مواهب، أو على الأقل، بناء جسر عبور بين الموهبة والجمهور عسى أحداً يدرك أهميتها من أهل الإختصاص.
دفعة تلو الأخرى، نسخة تلي الأخرى، فلا تعِ هذا الشاب من أين تخرج، أو هذه الفتاة إلى أي جيل من البرنامج تنتمي، إلا أن القاسم المشترك بينهم هو أنهم أسرى دوامة إنعدام الفرص، أو على الأقل لو وجدت هذه الفرص تبقى خجولة، متزمكنة مقموعة، تتحكم بها مفاعيل عديدة.
شربل الحداد، شاب من هذا الجيل، تعرف إليه الجمهور في برنامج “غني مع غسان”، عبر قناة الجديد، مع الموسيقي غسان الرحباني، والذي برز متميزا عن زملاءه في مجال إكتشاف الهواة الفنيين، فقد إعتمد الإتصال المباشر عبر الهواء حتى يصل المشتركون إلى النهائيات في مواجهة مع المشاهدين، الجمهور ولجنة التحكيم.
إلتقينا شربل في حديث مقتضب، تعرفنا من خلاله إلى شخصيته، متحدثا عن طموحه الفني، مجهوده الفردي للبروز على الساحة الفنية وأمور أخرى…
* شربل قبل “غني مع غسان” وبعده، ما هي أوجه الإختلاف والتباين؟
– بعد إنتهاء برنامج “غني مع غسان”، شكلنا قاعدة جماهرية، ولو بسيطة، فالناس شاهدونا على المسرح نغني، هناك من شجع وصوت، وهناك من أبدى رأيه في مشاركتي وزملائي في البرنامج…
* صف لنا مشاركتك في البرنامج، وتحديدا المرة الأولى التي غنيت فيها…
– لا أخفي عليك رهبة المسرح وعدسات المصورين والكاميرا، كما تواجد جمهور داخل الأستوديو، من غير الجائز أن تُخطئ أو تتعثر، كانت مسؤولية كبيرة، “وكنا قدها وقدود”. في المرة الأولى، كنتُ مرتبكا قليلا، ولكنني والحمدلله إعتدتُ على المسرح فيما بعد!
* بعد إنتهاء البرنامج، أين هو شربل الحداد من الفن اليوم؟
– بكل صراحة… أبحث عن منتج أو شركة إنتاج تتبنى موهبتي!
* ولكن لم يكن للبرنامج دور في التعرف إلى منتجين؟! ألم يكن هناك عقد مبرم بينكم وبين القيمين عليه؟
– لا عقود مع المحطة ولا إدارة البرنامج، و”غني مع غسان” كان بمثابة تسليط الضوء علينا كمواهب وهواة فنيين، وجسر عبور لنا إلى الوسط الفني، ومنذ ذلك الحين تصبح مسؤولا عن نفسك وعليك السعي لتبرز!
* ما هي الألونا الغنائية التي تحب تأديتها؟
– “أنا يغني كل الألوان وما عندي مشكلة”، ولكنني أميل إلى اللون البلدي، والمواويل!
* ومن هم فنانيك المفضلين؟
– أحب الدكتور وديع الصافي والفنان عاصي الحلاني، كما وأنني معجب بأداء وأغنيات الفنان صابر الرباعي كثيرا!
* هل هناك من دراسة موسيقية تثقل موهبتك؟
– في الحقيقة لا، أغني بالفطرة ولكنني عزمت على دراسة الموسيقى مؤخرا…
* هل من مشاركات تُذكر على صعيد أي من الحفلات؟
– كنتُ أغني كثيرا في الحفلات، بين الأصدقاء وفي المناسبات، ولكن لا مشاركات رسمية لي!
شربل اليوم في رحلة “الألف الميل”، وقد دخل نفق الفن، يبحث عن منتج أو شركة إنتاج تتبناه كي يبدأ بمشواره الفني، هو الذي يعتبر أن غناءه موهبة وفطرة، أكثر مما يكون تقنيا ومكتسبا… صوت جبلي لبناني أصيل، ندر وجوده، ففي شخصيته يجمع بين الهدوء النسبي والحراك الفني الدائم. وعلى أمل أن يكون له الحظ في الإنضمام إلى القافلة التي تسير اليوم دون أن تتوقف عند أحد!