لم يعُد غريبا على الكاتبة كلوديا مرشليان أن تفاجِئنا بقصص مؤثرة ذات أهداف أبعد بكثير من مسلسل وأقرب بكثير إلى مصائب ننغمس فيها كشعوب ونخجل أن نعترف بها أمام مرآتنا، ذلك أننا وطبعا كما تعرف مرشليان ندعي بغالبيتنا العفة والطهارة صباحا ومساء ونصدق أنفسنا، طالما أننا نفعل ما نفعله في السر و”تحت الدرج”!
لذا لم نستغرب أن تقدم لنا مرشليان في مسلسلها الجديد “غلطة عمري”، قصة شابة تُدعى “ليلي” تتخلى عن حب حياتها للإنغماس في عدد من العلاقات التي تؤمن من خلالها المال والرفاهية! إلا أن الجميل هو تلك الرتكيبة في شخصية “ليلي” التي تلعب دورها نادين الراسي ببراعة شديدة، فهي تعيش بعاطفة كُبرى مع شركائها المتعددين، رغم أنها تعشق حبيبها زياد بُرجي، ما يدل على الكثير من الإنكسارات النفسية التي تعشش داخل الشابة..
أما زياد بُرجي، فهو حالة أُخرى، إذ يلعب دوره بطريقة مُبكية، لقدر ما أنه مُقنع، وكأنه إمتهن التمثيل منذ نعومة أظافره، رغم أن هذه تجربته التمثيلية الأولى، وهو لهذا يستحق المتابعة ولا نشك أن عروضا كثيرة ستنهال عليه لأنه مُبدِع ومؤثر بما لا تصفه العبارات..
إضافة إلى السيناريو والقصة الممتازين، لا بد أن نشير إلى أن الإخراج رائع وهو لفيليب أسمر، ولا يمكن أن ننسى الإضاءة، فمن ينفذها ملك ولا كل الملوك، خصوصا الإضاءة التي شاهدناها في الحلقة الأخيرة للشاليه الذي أهداها إياه لـ “ليلي” أحد عشاقها!